السبت، 23 أبريل 2016

قلعة نوشوانشتاين

تقع تلك القلعة العجيبة في قطاع بافاريا بألمانيا على تلة في منتهى الوعورة، جنوب غرب بافاريا، حيث بدأ بناؤها في عام 1896م، وقام بتصميمها المسرحي الشهير كريستيان جنك، لصالح ملك بافاريا لودفينج "لويس" الثاني الذي فقد عقله وجن قبل الإنتهاء من بناء القلعة! إنها القلعة المستحيلة بدءاً من تخيلها وانهاءً بآخر حجر ركب فيها.
نوشوانشتاين تعني: صخرة البجع الجديدة، وتسمى أيضاً بقلعة عش النسر، ولغرابتها، ألهمت صناع ديزني لاند واقتبسوا منها شكل قصر الأميرة النائمة وقصر سندريلا في القرن التاسع عشر، ذات يوم كتب الشاب الملك لويس الثاني إلى صديقه واغنر في شهر مايو 1868 يقول أن لديه الرغبة في ترميم قلعة قديمة تقع في موقع ساحر يطل على جبال "تيرول" تحده النمسا وسهل البافاري وقال: أفكر في إنشاء قلعة تشبه قلاع الفرسان الألمان القديمة، إنها فكرة بناء عش نسر في أعالي الجبال للانفراد فيه.
وبالفعل تمت إزالة أنقاض القلعتين وشق طريق للبناء الجديد وقنوات للمياه وقد استلزم الأمر 465 طناً من الرخام و400 ألف قطعة من الطوب لبناء حلم لويس الثاني الذي استقر في قصره الجديد بعد خمسة عشر عاماً من بدء العمل، إلا أنه جُن، أو اتهم بالجنون ومات ميتة غامضة كقلعته التي جمعت بين جميع ثقافات العالم. 

في عام 1886م، بعد وقت قصير من وفاة الملك لويس الثاني، افتتحت القلعة للجمهور لمشاهدة تلك القطعة المعمارية الغريبة، حيث جمع فيها النمط الروماني والإسلامي والألماني وقد وثقت برؤيا مسرحية وفضاء مسرحي أكثر منه هندسي، لهذا عشقتها صناع الأفلام والفنانون.

سوف ترى إلى زرت تلك القلعة بوابات نصف دائرية، أبراج، ونوافذ مقوسة نموذجية من العمارة في العصور الوسطى. أعمال فنية لسيغفريد فاغنر. نوافذ مزدوجة مقوسة. قاعة عرش مستوحاة من آيا صوفيا في القسطنطينية. لوحات تمثل الرس الاثني عشر، الأسود، رمز بافاريا، منحوتة سيغفريد الشهيرة وهو يقاتل التنين. أما غرفة الملك، فهي منحوتة بشكل كامل من قبل أربعة عشر نحات لزمهم الأمر لإنهائها أربع سنوات ونصف من العمل.