الأحد، 17 أبريل 2016

تاج محل

قصته الأسطورية جعلت منه أحد عجائب الدنيا، امبراطور مغولي يُدعى "شاه جاهان"، بنى هذا الصرح لحبيبته "ممتاز محل" التي ماتت أثناء ولادة طفلهما الرابع عشر، "جوهرا بيقام"، ونتيجة ذلك أراد زوجها الإمبراطور أن يُخلّد ذكراها فأمر ببناء تاج محل.

نحو الجنوب من سور مدينة أغرا بدأت أعمال البناء عام 1633م، وانتهت 1653 حيث تم تشييد تاج محل بالمرمر الأبيض، الذي تم جلبه من مدينة "جدهابور"، على مصطبة مُغطّى سطحها بالمرمر الأبيض أيضاً، وأُقيمت مئذنة عند كل زاوية من زوايا المصطبة ارتفاعها 37 متر أي ما يعادل 11 طابقاً، بينما تتوسطه قُبّة ارتفاعها يبلغ 22 متر "7 طوابق" وقطرها الذي يبلغ 17 متر. ويقع تحتها ضريح الأميرة بالقرب من ضريح زوجها، الذي أمر بدفن رفاته قربها بعد موته.

وكغيره من الضروح المعمارية العظيمة، فقد تم جلب المواد التي استعملت في بنائه واكسائه من عدّة أماكن حول العالم، فالرخام الأبيض الشفاف من ماكرانا، في راجستان، وقد تم تطعيمه ب28 نوعاً من الأحجار الكريمة، وأما اليشب واليشم والفيروز والكريستال من الصين، الازورد من أفغانستان، في حين أن الياقوت جاء من سريلانكا والعقيق من اليمن.

أكثر من عشرين ألف عامل، وأكثر من عشرين عاماً. لبناء هذا الصرح الخرافي، والذي تتداول بعض الحكايا أن الامبراطور، قطع أيدي كل من عمل في هذا الصرح حتى لا يكرر تلك التحفة!

ويصفه الشاعر الإنجليز السير "ادوين ارنولد" بقوله: "هي ليست قطعة معامرية كغيرها من الابنية ولكنها رغبات تعكس حب امبراطور سام كُتبت بأحجار حية".

تلك التحفة التي احتاجت إلى أمهر الحرفيين من كل العالم، نحاتين من بخارى، خطاطين من بلاد الفرس وسوريا، فنيين لتطعيم أحجار كريمة من الهند، حجارين من بلوشستان، مهندسين من تركيا وإضافة إلى مختصّين في بناء الأبراج من أوروبا وأشخاص مهمّتهم الوحيدة قطع الرخام على شكل الأزهار.