الجمعة، 4 مارس 2016

National Assembly Building of Bangladesh / Louis Kahn مبنى الجمعية الوطنية / لويس خان


نمط الحداثة في العمارة هي في العادة ما تفهم بأنها وظيفية، أنيقة، والأهم من ذلك كله أنها دون سياق، بحيث يمكن وضعها في أي سياق ولا يزال يبقى وفي بالمبادئ الجمالية ومتطلباتها الوظيفية. ومع ذلك، مبنى الجمعية الوطنية لمصممها لوي خان في دكا، عاصمة بنغلاديش، هو مثال استثنائي للعمارة الحديثة والتي تنسخ كجزء من العمارة البنغالية الدارجة. مبنى الجمعية الوطنية، الذي أنجز في عام 1982، يقف كأحد أبرز أعمال لويس خان، ولكن أيضا بمثابة نصب تذكاري رمزي لحكومة بنغلاديش.

..........

المعماري: لويس خان Louis Kahn

الموقع: مبنى الجمعية الوطنية، دكا، بنغلاديش

National Assembly Hall, Dhaka, Bangladesh

تاريخ المشروع: 1982
..........


تم تصوّر مفهوم مبنى الجمعية الوطنية في عام 1959 من قبل حكومة باكستان كإمتداد لمقرها البرلماني. لم يكن حتى عام 1962 أن كُلّف لويس خان بتصميم المقر الحكومي. ومع ذلك، في مارس من عام 1971، تم ايقاف البناء لسبب استقلال بنغلاديش عن باكستان. في الأصل، قصد خان على جعل المبنى نصبي المظهر، ولكن بعد انفصال بنغلاديش رسميا عن الهند في 1970، أصبح المشروع أقرب إلى رمز الديموقراطية والفخر بالنسبة لشعب بنغلاديش. تم انجاز المبنى أخيرا في عام 1982 بتكلفة تجاوزت أكثر من ضعف التكلفة التقديرية الأولية والتي بلغت ال 32 مليون دولار.


ومع أنّ بلوغ مبنى الجمعية الوطنية مثير للإعجاب، فإن تصميم لويس خان هو أكثر الجوانب اثارة للمشروع. وكما ذكر سلفا، فإن العمارة الحديثة لا تناسب جيدا الهوية؛ إذ أنها تنضوي تحت مظلة المعماريين ذو النمط الحديث بأعمالهم المستقلة عن الحضارة والسوابق المعارية. مبنى الجمعية الوطنية هو فريد من نوعه بمعنى أنه يبتع النمط الحديث من حيث المبدأ، لكنه مشروع عميق التأصل مع سياقه، مواطنيه، والعمارة البنغالية الدارجة. مع معظم المباني الحديثة، من الممكن وضعها تقريبا في أي مكان دون ضجة، ولكن ذلك لن يصلح بالضبط مع الجمعية الوطنية. أشاد تصميم لويس خان في استخدام مواد بسيطة محلية والتي يمكن تنفيذها بطرق واضحة ومماثلة والتي توفر الوقاية ضد المناخ الصحراوي القاسي يحيث يندمج المبنى الحديث في سياق مخالف لذلك.


يجلس مبنى الجمعية الوطنية ككيان صخم في الصحراء البنغالية؛ هناك ثمانية قاعات والتي تتمحور متراصفة حول الغرفة البرلمانية الكبرى، حيث أنها ليست فقط كناية عن وضع الحكومة الديموقراطية الجديدة في قلب المبنى، بل هي أيضا جزء من أهداف تصميم خان في تحسين التكوينات المكانية حيث البرامج المساندة (المكاتب، الفنادق الخاصة بالمسؤولين البرلمانيين، والمطعم) تبرز إلى الخارج من الجسم المركزي. المجمع بأكمله تم صنعه من خرسانة مصبوبة ومرصع بالرخام الأبيض، حيث أنه ليس مجرد تصريح حديث عن القوة والوجود، بل هو أكثر من دليل على القيم والمواد المحلية. الكتلة الهائلة للجمعية الوطنية والبحيرة الإصطناعية المحيطة بالمبنى تعمل كعازل طبيعي ونظام تبريد والتي أيضا تبدأ في خلق مساحات وأحوال إنارة مثيرة للإهتمام.


الأشكال الهندسية الموجودة على الأوجه المختلفة من الواجهة تضيف تأثير كبير على التركيب العام للمبنى. الأشكال الهندسية هي أشكال تجريدية متواجدة في الثقافة البنغالية التقليدية والتي تهدف إلى خلق تزاوج بين الهوية الثقافية القديمة والجديدة، وكذلتعلمل كآبار انارة ونظام تحكم بيئي طبيعي للشؤون الداخلية. بالنسبة للويس خان، كان الضوء جانبا هاما في تصميم المبنىك تعمل كفتحات انارة ونظام تحكم بيئي طبيعي للشؤون الداخلية. بالنسبة لخان، كان الضوء جانب مهم من التصميم، ليس فقط بإعتباره وسيلة لإضاءة المكان، وإنما تصور الضوء بأنه خالق المكان.


"في مبنى التجمع لقد أدخلت عنصرا يعطي الضوء إلى الداخل من المخطط. حيث إذا رأيت سلسلة من الأعمدة يمكن القول أنّ اختيار الأعمدة هو اختبار للضوء. الأعمدة كأجسام صلبة تًبروز مساحات الضوء. والآن فكر في الأمر ولكن بشكل معاكس واعتبر أن الأعمدة مجوفة، أكبر بكثير وجدارنها هي صانعة الضوء ويمكن أن تتخذ أشكالا معقدة وتكون داعمة المساحات وتعطي الضوء للمساحات. أني أعمل على تطوير العنصر إلى حدد أن يصبح كيانا شعريا والذي له جماله الخاص خارج مكانه في التشكيل. وبهذه الطريقة يصبح مشابها إلى العمود الصلب الذي ذكرته سالفا، والمعطي للضوء."



..........
المصادر:
archdaily.com
الصور:
Flickr abrinsky (CC BY-NC-SA), Courtesy of Wikimedia Commons
..........