صالة الحجاج بمطار الملك عبدالعزيز في جدة, هي ليست صالة مطارعادية. صممت من قبل مكتب سكيدمور، أوينغز أند ميريل Skidmore, Owings & Merrill كجزء من خطة رئيسية لتوسعة المطار وقاعدة القوات الجوية. صالة الحجاج افتتحت رسميا عام 1981، وقد شيّدت تلبية لتوافد الحجاج إلى المملكة العربية السعودية وذلك في بضعة أسابيع فقط من كل سنة كجزء من موسم الحج السنوي إلى مكة المكرمة. وكان الحج جزءا من الإسلام منذ تأسيسه، وهو أحد أركان الإسلام الخمس، يشترط على المسلم أن يؤديه مرة في العمر ان استطاع. ومع ظهور طائرات "الجامبو" والدعم الحكومي لرحلات الحج التي توفرها الدول الإسلامية حول العالم، ارتفع وبشكل هائل عدد الحجاج من معدل متوسطه 50،000 حاج في 1960 إلى 500،000 عام 1975. (1) الهياكل الضخمة مصنعة من الألفياف الزجاجية (فايبرجلاس) ممزوجة بالتفلون والذي صممها اس.او.ام على شكل خيمة، بإستطاعتها أن تلبي احتياج 950،000 حاج بحلول 1985، واليوم ملايين الحجاج يمرّون عبر هذه الصالة كل سنة أثناء الحج.
..........
المعماري: اس.او.ام
المعماري: اس.او.ام
(Skidmore, Owings & Merrill (SOM
الموقع: جدة، المملكة العربية السعودية
Jeddah, Saudi Arabia
تاريخ المشروع: 1981
اعداد: م. زاهر عثمان Arch. Zaher Othman
..........
كان اختيار اس.او.ام كمصمم للمشروع محض صدفة: شركة هندسة الطيران Airways Engineering Corporation كلفت من قبل الحكومة السعودية لتطوير المطار، وصدف أن كان مقرها بالقرب من مقر مكتب اس.او.ام بواشنطن دي.سي. قاد غوردون ويلديرموث Gordon Wildermuth المخطط الرئيسي لشامل المطار, وطور تصميم محطة الحج المهندس فازلور خان Fazlur Khan وجوردون بونشافت Gordon Bunshaft. بعد أن تمكن ويلديرموث والعديد من طاقم اس.او.ام من مراقبة الحج، أدرك الفريق أن المنشأة يمكن استيعاب من 80،000 إلى 100،000 حاج في آن واحد، ولمدة تصل إلى 36 ساعة، سواء لدى الوصول أو قبل المغادرة، أثناء معالجة الوثائق وترتيب النقل.(3) لمواجهة هذا التحدي، تصوّر الفريق منشأة مفتوحة السقف يحميها هيكل ذات قشرة خرسانية. ولكن سرعان ما تبين أن المناخ الصحراوي القاسي يتطلب حل أكثر ابتكارا. بدلا من الخرسانة، استقر الفريق على نسيج من الألياف الزجاجية (الفايبرجلاس) مطلية بمادة التيفلون المورد من قبل شركة أوينجس كورنينج Owens Corning. يعكس النسيج 76 بالمئة من أشعة الشمس ويحافظ على حرارة مريحة تعادل 27 درجة مئوية تحت هيكل المظلة حتى إذا وصلت الحرارة في الخارج إلى 55 درجة مئوية؛ كما أنه يسمح لحوالي 7 في المئة من ضوء الشمس أن ينفذ، مما يوفر الإضائة الوافرة والمريحة أثناء ساعات النهار.(4)
بالإضافة إلى الحفاظ على بيئة مريحة، فإن الصالة كانت ملزمة على تلبية جميع احياجات الحجاج خلال فترات الإنتظار الطويلة. غير المطاعم والكافيتيرات، شمل التصميم على مناطق طهي الطعام لتمكين الحجاج من تحضير طعامهم الخاص، مرافق وضوء للغسل قبل أداء الصلوات الخمس اليومية، ومساحات للتغيير إلى ملابس طقوس الحج. المقاعد والتي أيضا تلائم القيلولة، وحتى مساحات تسوق يمكن للحجاج من خلالها بيع ما لديهم من سلع لمساعدة تمويل رحلاتهم.
يتم تقسيم المنشأة إلى نصفين متساويين على جانبي الطريق الرئيسي المخصص للحافلات وسيارات الأجرة والتي تنقل الحجاج إلى مكة المكرمة. يتألف كل من المبنيين على خمس وحدات متساوية، وعرض كل وحدة يوفر المساحة الكافية لوقف طائرتي بوينج 747 جنبا إلى جنب. على طول الحافة الخارجية من المبنى، محاذاة بأبواب المطار، تقع "صالة داخل صالة" مكيّفة ومغلقة تماما، تضم مرافق الهجرة، الجمارك، واستلام الأمتعة. (5) عند الإنتهاء من اجراءات القدوم، يظهر الحجاج داخل هيكل مفتوح إلى الهواء. تضم كل وحدة من الأبنية على 21 قطاع من الخيم المنسوجة على شكل مخروط، متدلية من ارتفاع 46 متر فوق أعمدة فولاذية مدببة على شبكة أيضا بنفس الإرتفاع. زوايا كل قطاع يبدأ من ارتفاع 66 قدم فوق الأرض قبل أن يرتقي إلى عين بها حلقة فولاذية 20 متر عند كل قمة. بمجمله، يغطي اثنين من هياكل الخيام مساحة 0.4 كم مربع. تصميم الوحدات أيضا يستوعب أي توسعة في المستقبل، إذا لزم الأمر.
على الرغم من حداثة مظهر الصالة، فإن الخيام تلمح إلى المساكن البدوية الدارجة في شبه الجزيرة العربية، وإلى الخيام التي تأوي الحجاج بوادي منى وهم في طريقهم إلى مكة. لقد أنكر بونشافت تأثير العمارة المحلية على تصميم الصالة، كما أنه أنكر بشكل عام تأثير أي عمارة سابقة على التصميم؛ إلا أن المهندس خان كان أكثر تقبلا لأن يعترف بهذه العلاقة. (6) كان فريق التصميم مصر على أن المحطة ليست مكان عبادة، إلا أنه يتوجب منها أن تستحضر روح الحج عند الحاج، كما وضّح المهندس خان في مقابلة مع مجلة بروجريسيف أركيتيكشور Progressive Architecture Magazine، "إنها تخلق الروح، إنها توفر لك شعورا من الهدوء والإحساس بالتقدم، الإنتقال إلى المكان الحقيقي، والذي هو مكة المكرمة." (7)
ومع الإنتهاء من الصالة في سنة 1981، احتُفل بالمبنى في أنحاء العالم. لقد حظي المشروع بالعديد من الجوائز العالمية منها: جائزة المعهد الأمريكي للعمارة الوطنية AIA National Progressive Architecture Award ،Award، وكذلك جائرة أغا خان في العمارة Aga Khan Award سنة 1983؛ إلا أن لجنة تحكيم جائرة اغا خان حرصت على أن تنوه بإن الجائرة التي منحتها تخص وتحتفي فقط بهيكل الصالة، والتي عبّرت عنه "بالتصميم الرائع والخيالي لنظام السقف.... يغطي مساحة شاسعة بجمال وأناقة لا تضاهى"، واستثنت مساحات التخديم والأثاث التي اعتبرتها مجرد "عادية". (8) في عام 2010، نالت صالة الحج على جائزة AIA 25 Year Award، وذلك تقديرا لإنجاز الهيكل الدائم.
بعد قرابة 35 عاما من انتهاء المشروع، ما تزال صالة الحجاج ترعى تدفق حجاج بيت الله كل عام. وبالرغم من قدمها، فإن مجلة وايرد Wired Magazine قد جعلت صالة الحج جزئا من اصدارها "Future of Cities" مستقبل المدن، مشيرة إلى أن 3 مليون شخص يحجّون إلى مكة كل عام، وجميعهم تقريبا يصلون إلى المدينة عبر صالة الحجاج.
مخطط تقليدي للوحدات (الموديول)
مقطع
مخطط موقع المطار
..........
المصادر:
المصادر:
(1) Bierig, Alexsandr. "25 Year Award: Hajj Terminal, "Architecture Record, June 2010, 122. (2) Beirig, 122 (3)Adams, Nichholas, "Skidmore, Owings & Merril: SOM since 1936. "MIlan: Electra Architecture, 2007, 262. (4) Adams, 263. (5) "Invitation to the Haj, "Progressive Architecture, February 1982, 120. (6) Adams, 263. (7) "Invitation to the Haj," 122.
الصور:
Jay Langlois I Owens - Corning, Courtesy of SOM
..........
..........