الثلاثاء، 1 مارس 2016

United Nations / Wallace K. Harrison الأمم المتحدة / والتر هاريسون



من المهندس المعماري. بعد عامين من تأسيس أكبر منظمة دولية لحفظ السلام، بدأت الأمم المتحدة في البحث عن موقع لمقرهم الرئيسي على مستوى العالم. بعد استلام عدة عروض من المدن في مختلف أنحاء أمريكا الشمالية، استقرت الأمم المتحدة في قطعة أرض تبلغ من المساحة 7 فدان على ضفاف النهر الشرقي في مدينة نيويورك بعد أن تبرع بها جون روكافيلر John D. Rockefeller.

..........
المعماري: 
Wallace K. Harrison
الموقع: Manhattan, New York City, New York, United States
فريق التصميم:
N.D. Bassov , Gaston Brunfaut , Ernest Cormier, Le Corbusier , Liang Ssu-cheng , Sven Markelius , Anne-Claus Messager , Oscar Niemeyer , Howard Robertson , G.A. Soilleux , Garrett Gruber , and Julio Villamajo .
سنة المشروع: 1952
اعداد: م. زاهر عثمان Arch. Zaher Othman
..........


مع آثار الحرب العالمية الثانية لا تزال تلوح في الأفق في جميع أنحاء العالم، قررت الأمم المتحدة على دعوة أبرز المعماريين من الدول المؤسسة للعمل بطريقة تعاونية وسلمية بدلا من عقد مسابقة.


في عام 1947، كلفت الأمم المتحدة والاس ك. هاريسون Wallace K. Harrison لقيادة فريق التصميم الدولي في انشاء مقر عالمي جديد ليكون رمزا مشرقا سلمي غير متعلق بالماضي.

على الرغم من أن الأمم المتحدة قانونيا غير ملزمة بحدود الولايات المتحدة الأمريكية، أو حكومتها أو قوانينها. وقبل أن يقرر موقعها، كان هناك معارضة شديدة من قبل الدول الأوروبية في اعتبار الولايات المتحدة الأمريكية من ضمن المواقع المرشحة أن تكون مقرا للمؤسسة. ومع ذلك، اعتبرت الأمم المتحدة عدة مواقع التي كانت جغرافيا في متناول جميع الدول للعمل معا بسلام وبكل سهولة.

لولا تبرع جون روكافيلر بالأرض، كانت الأمم المتحدة تفكر في أن تكون جزيرة خاصة في كندا قريبة من شلالات نياغرا كموقع محتمل لها؛ ومع ذلك، بالنسبة للأمم المتحدة، كانت مانهاتن الإختيار المنطي كونها المركز الدولي والمعترف به في معظم الرحلات الدولية.

أحد انجازات الأمم المتحدة الأكثر إثارة للإعجاب بعد نجاحهم في انشاء منظمة دولية لحفظ السلام هو تنظيمهم مجموعة من المعماريين بغرض تصميمهم المقر الرئيسي لها. بعد تكليف والاس ك. هاريسون - المستشار الخاص لعائلة روكافيلر، جاء المعماريين من كل الدول المؤسسة إلى نيويوك للمشاركة في تصميم الأمم المتحدة.

معا قام المعماريين بتطوير عدة نماذج لتصميم الأمة المتحدة، وذلك بشكل جماعي وفردي. في بداية اجتماعاتهم الجماعية، شجّع المعماري الشهير لي كوربوسييه Le Corbusier ا قرينه وطالبه أوسكار نيماير Oscar Niemeyer بالتخلي عن مساعي تصميمه الشخصي من أجل الإنضمام مع لي كوربوسييه؛ ومع ذلك، شجع هاريسون وبقوة نيماير لإستكشاف طموحاته الخاصة طوال هذه العملية. في المجموع، قامت المجموعة بتقييم خمسين أطروحة تصميم والتي تم تطويرها على مدى اجتماعاتها.

ولكن في ظرف لا يقل عن السخرية، كان المقترحين اللذان حددا للمشروع بين مقترح أوسكار أوسكار نيماير رقم 32 ومقترح معلمه لي كوربوسييه رقم 23.

في النهاية، استراتيجية نيماير - والتي تقترح فصل مبنى الأمانة العامة والجمعية العامة في برجين كبيرين كوسيلة في انشاء ساحة كبيرة للمدينة في الجانب الآخر من قاعدة الموقع - تم اخيارها فوق مقترح لي كوربوسييه الذي يناشد بمركزية مبنى الأمانة العامة ومبنى الجمعية العامة.

والمثير للدهشة، على الرغم من أن المجلس قد اختار استراتيجية نيماير كالمقترح الفائز، إلا أن لي كوربوسييه ضغط على نيماير بتصميمه للجمعية العامة كموقع وتصميم بأنه ذات تركيبة أفضل من مقترحه البرجين. على الرغم من أن التغيير سوف يدمر في الواقع المركز المدني الذي كان نايماير يتصوره، إلا أن نيماير وافق على تعديل موقع الجمعية العامة قائلا: "شعرت أنه يرغب في القيام بمشروعه، وكان هو سيد العمارة. إني لست نادما على قراري."

اليوم، يقع مقر الأمم المتحدة كما خطط له في عام 1947 وذلك بالتعاون بين أوسكار نيماير ببرجه المكون من 39 طابق المصمم على الطراز الدولي International Style، والمبنى المنحرف للي كوربوسييه والذي يضم الجمعية العامة؛ في حين لا تزال الساحة الخارجية والتي تصورها نيماير توحى في حديقة واسعة تطل على نهر الشرق.

منذ اكتماله في عام 1952، أصبح مبنى الأمانة العامة لنيماير الرمز الأيقوني للأمم المتحدة؛ برج المكتب المرهف بعشبه الأخضر ورخامه من نوع فيرمونت الذي يتلألأ مع ضوء الشمس والماء من النهر الشرقي. على الرغم من أن هيكله راسخ، يظهر وكأنه دائم التغير بغرض تكيفه المستمر مع الظروف الجوية والسياق الذي يحيط به.

زينة البرج الحديث على النمط الدولي كان قرارا متعمدا من قبل نيماير وبقية المهندسين المعماريين المتعاونين بإعتباره الطريقة التي ترمز إلى التغيير الذي يجسد شعورا من "الحداثة" الذي يسلط الضوء على المستقبل المتفائل لدول العالم العاملين معا في فريق واحد كهيئة جماعية بدلا من وحدات في الماضي كانت متباينة ومتحاربة.

وخلافا للبرج الذي صممه نيماير المكون من الزجاج والفولاذ والمحتوي على جميع مكاتب الدبلوماسيين الأجانب، كان مبنى الجمعية العامة الذي صممه لي كوربوسييه ثقيل ومن الرخام، في قلب تطبيق الأمم المتحدة الدبلوماسي.

البرج ذو قامته المنخفضة له قبة رمزية فوق حجم مضغوط ومقعر والذي يضم قاعات الجمعية في مختلف الإدارات. وعلى النقيض من برج نيماير، قاعدة كوربوسييه تجعل جميع وظائفها داخلية فتخلق بذلك خاصية ثقيلة ومقنعة والتي تثير موقفا من القوة والضخامة داخل المدينة ومجمع الأمم المتحدة.

أحد المساحات الأكثر أهمية هي داخل مبنى التجمع العام للي كوربوسييه، الذي يقام تحت القبة في وسط المبنى. هذا هو المكان الذي يجتمع فيه كافة دول الأعضاء في الأمم المتحدة لمناقشة قضيا العالم السياسية، الإقتصادية، والعسكرية. المساحة الدائرية تخلق شعورا من التضامن يلف مقاعد الدبلماسيين حول المنصة ومكتب الأمين العام.

وقد تطورت الأمم المتحدة في حالتهت الراهنة إلى تنظيم يتكون من 192 دولة عضوا. على من الرغم من ذلك، فإن الموقع المجاور لنهر الشرق أصبح الموقع الدائم لأمم المتحدة ولمدة تزيد عن خمسون سنة، ما يزال هناك محاولات من بعض الدول الأخرى، كبار الشخصيات الأجنبية وحتى سكان منهاتن لإقناع الأمم المتحدة للخروج من الولايات المتحدة الأمريكية. حتى ذلك الحين، تصميم نيماير ولي كوربوسييه للأمم المتحدة سوف يستمر في اعطاء الوعد بغد أكثر اشراقا لا يطيل الحديث عن الماضي، سياسيا ومعماريا.

..........
المصادر:
Wikipedia
الصور:
wikiarquitectura
..........